من بين أغرب وأروع النباتات على سطح الأرض، لا يوجد ما يُضاهي زهرة تيتان أروم (Amorphophallus titanum)، المعروفة أيضًا باسم زهرة الجثة. تنمو هذه الزهرة العملاقة في غابات سومطرة الاستوائية في إندونيسيا، وتُعد أكبر نورة غير متفرعة في العالم – حيث يمكن أن تتجاوز 3 أمتار في الارتفاع.

لكن ما يجعلها فريدة حقًا ليس فقط حجمها، بل رائحتها الكريهة. عند الإزهار، تطلق الزهرة رائحة قوية تشبه رائحة اللحم المتحلل، لجذب الذباب والخنافس التي تتغذى على الجثث – وهي الملقحات الطبيعية لها. يمكن شمّ الرائحة من مسافة تفوق 100 متر، وتدوم ليوم أو يومين فقط – لأن فترة الإزهار قصيرة جدًا.

وتُضيف الندرة إلى سحرها. فقد تستغرق زهرة الجثة من 7 إلى 10 سنوات لتزهر لأول مرة، وغالبًا ما تكون أوقات الإزهار التالية غير منتظمة. لذلك، تحتفل الحدائق النباتية حول العالم عند إزهار واحدة منها، ويأتي آلاف الزوّار لرؤية الحدث المذهل.

أما المشهد البصري، فهو رائع بحد ذاته: بتلة ضخمة بلون أرجواني داكن تُحيط بعمود أصفر طويل في المنتصف، يُعرف بـ"السباديكس"، والذي يسخن أثناء الليل بنحو 10 درجات مئوية لنشر الرائحة عبر الهواء الرطب.

رغم رائحتها المنفرة، إلا أن زهرة تيتان أروم تُجسد جمالًا نادرًا ومرونة مذهلة في عالم النباتات. إنها تذكير بقدرة الطبيعة على الإبداع في أبسط أشكال الحياة.

سواء أحببتها أم أرهبتك، فإن زهرة الجثة تُعد رمزًا حيًا لعجائب الكون النباتي.